شح الملاعب في الاردن

شح الملاعب ..من يحل معضلة الاندية؟

- شح الملاعب في زمن المطالبة بالاحتراف، يثير العجب ويكثر المزيد من التساؤل .
ما سمعناه عند اجراء قرعة دور الثمانية من بطولة كأس الاردن لكرة القدم، هو الذي يجب ان نتوقف عنده طويلا، لا ان نمر عليه مرور الكرام، فلم يبق من الملاعب في الوقت الحاضر، سوى ستاد عمان،وستاد الحسن ، وبالكاد ستاد الامير محمد، وجميعها تحتضر، بسبب الاستخدام الجائر ولأن ستاد الملك عبدالله، يخضع منذ وقت لعملية جراحية، نسأل المولى عز وجل له الشفاء العاجل.
واذا كانت الفترة التي تقبل فيها الفرق لما تبقى لها من مباريات في الدوري، ويستعد من خلالها الفيصلي لمباريات مجموعته في دوري ابطال العرب، واستعدادات المنتخب الوطني لتصفيات كأس العالم، كل هذه الاستحقاقات التي تجمعت وتقبل فيها الفرق على هذه الملاعب الثلاثة وهي على هذه الحال، فان ذلك، يدعو الجهات المعنية( المجلس الاعلى للشباب، والاندية واتحاد اللعبة واللجنة الاولمبية، ووزارتي البلديات والاشغال وامانة عمان) على وجه الخصوص لندوة سريعة لدراسة المعضلة واتخاذ اجراءات جذرية للحل، والا فان عملية التنقيط في افواه الاندية، لن يطفيء الظمأ.
الملاعب الرئيسة تتآكل، ومستوى الفرق متذبذب، واللاعبون يتأثرون بالارضية، والى جانب معوقات اخرى، فان تراجع المستوى الفني للفرق واللاعبين، يخشى ان يستمر، وبالتالي، فان الخوف كل الخوف، ان تظهر الفرق الاردنية والمنتخب الوطني، في صورة مغايرة، لما حققته الكرة الاردنية من انجازات.
لا يمكن باي حال من الاحوال ان تتعامل الفرق وبفئاتها العمرية، وكذلك المنتخبات، وبحكم كثرتها، مع ملاعب لا تزيد على اصابع اليد الواحدة، وقد اغلق هذا الملعب، وبدأت الصيانة لذاك، وآخر مشغول لبطولة او لتدريب فريق او منتخب.
هذا من حيث العدد، اما من حيث الاستخدام، للملاعب وهي مفروشة بالعشب الطبيعي ، فان ساعات اشغال الملعب، يجب ان لا تتجاوز ست ساعات كأقصى حد اسبوعياً، في الوقت الذي يستخدم فيه الملعب اضعاف الساعات في اقل من اسبوع وأحياناً تجرى مباراتان على الملعب في اليوم الواحد!!
المناشدة في ايجاد ملاعب، وخاصة الملاعب التدريبية، لم تكن وليد اليوم، او لأن الاندية مقبلة على الاحتراف . ولكن لأهمية توفير تلك الملاعب، في رفع المستوى الفني، من جهة، وما تتطلبه المرحلة المقبلة التي تنبيء بالاحتراف، ولو على الامد البعيد، من جهة اخرى، فالاحتراف اصبح شراً لا بد منه.
ندرك مسبقاً، ان كثيراً من المعنيين في هذا المطلب الوطني، يتذرعون، ب الاولويات ، ويضعون العراقيل المادية، سلفاً، في حين يغضون الطرف عن الجانب المادي، وقد اهدروا اموالاً طائلة، وفي مجالات شتى ، القليل منها مفيد، والكثير ك غثاء السيل فالاموال تهدر، بذريعة القوانين والانظمة، ونحسب ان المجال في هذا الباب حسب التعليمات واسع ويفوق مساحة مؤسساتهم!! والا لماذا العمل الرياضي في ضنك؟
الموضوعية ونحن نشير الى هذا الضنك، وعلى ضوء ما نشاهده ونسمعه عن انفاق الاندية، وتحديداً في مجالات التعاقد مع اللاعبين وبعض المدربين وبشكل مبالغ فيه، وما تقدمه من مكافآت على الفوز في مباراة محددة او بطولة محلية، واقامة معسكرات ولقاءات خارجية ليست ذات قيمة، تجعلنا نقول ان الاندية قد شاركت في عملية الهدر، وبالتالي ستكون الاندية هي الخاسرة، وليس المؤسسات الاخرى، التي يخرج منها المسؤول وقد تحسنت احواله، فيما اهل الرياضة يتعثرون، وياكلون الحصرم.